كورونا

الأرض تحاصر لعنتها
أغرقها طوفان العبرات
أمطار الصمت معربدة
تمزق في جسد الطرقات
الخوف يُطل بلا خجل
يحدق من كل الشرفات
حوانيت البهجة موصدة
تتوارى خلف الأموات
ضجيج الباعة مذبوح
قد خفتت كل الأصوات
غدنا تذوب ملامحه
ما بين غطيط وسبات
والموت يحاصر أنفاسًا
تتسلل نحو الظلمات
لم تشك جرحًا أو طعنًا
يطويها شبح الآفات
وحديث القيصر مضطرب
يجتاح بريق الشاشات
......
أنياب القيصر ذابلة
أمام براثن مجهول
و تابوت آخر مضطجع
ما بين نحيب وذهول
أرواح تُتلى أرقامًا
تلقيها شفة المسئول
.......
سيغيب الصمت
وتعود الأرض لزخرفها
صخب وحروب وطبول
وتعود لقيصر هيبته
ما بعد غياب وذبول

وطني

وطني.. ياوطن العزلة والاشباح ..
متى ترتاح ؟
قد صرت اسيرا ياوطني
 لكل اجير او سفاح
يختال سرابك فوق روابي الحزن
بغتال تباشير الافراح
متى تنساك بنادقهم
وتجف دمانا من الاقداح؟
********
هل ياتي يوم ياوطني
ويصير الوالى بلا أنياب؟
بلا أسلاب؟
بلاحاشية تتكاثر في دمنا كقطيع ذئاب؟
هل يأتي يوم ويفرق مولانا الحاكم
بين الحرية والارهاب؟
***********
يمر العام ..خلف العام
وتبقى انت ياوطني ..
بئر الأحلام الناضبة
لم يبق فيها للأقزام ..سوى الأصنام
ووعود الفرعون ..وقلبي
ذاك الغارق في الأسقام
***********
وطني ..ياوطن الغربة و الأوهام
ياوطن ملوك قد نسجوا كل أمانيهم
من أكفان الموتى ومآقي الايتام..

مشهد

" سلالم ملتفة كما سلالم المآذن تعتصر بعضها البعض , ورواق يملؤه دخان الساعي الساخر من أداء الحكومة .. مباشرة أمامك يختبىء ثلاثة موظفين في حجرة تضجر بما فيها ومن فيها ..
خطوة واحدة داخل الغرفة قد دفعت احدهم إلى الكلام وكأنك قد طرقت أبواب حنجرته ..
... " نعم يا أستاذ عايز ايه ؟؟" هكذا بدأ
تظن وهو يقلب الأفكار داخل هذه الراس ان كل همومك في الحياة قد وجدت طريقها للزوال لتسمع في النهاية الجملة الشهيرة " عدي علينا بكرة ياسيد " " الجهاز عطلان " وربما " السيستم واقع " " روح للاستاذ فلان او المبني الفلاني " ..تذهب لتسمع ضد كل ماجمعت من معلومات ..والتذييل الشهير " مايعرفش حاجة "
لم يقل صاحبنا واحدة فقط بل جاء بالخير كله حين ألقى باصابعه المتكاسلة على حافة الدفتر العتيق يصارع صفحاته الصفراء ..ولكنه قبل ان يبدأ أمسك بوريقات أمامه على المكتب متسائلا : انت جبت الوصل ده !! ثم اسند راسه الى يده ناظرا اليّ نظرة المعاتب
وقد زاد همه حين علم اني مسبقا قد قمت بكل " طلبات الاسياد " كما يقول العامة
..في النهاية وجد نفسه محاصرا ففتح الدفتر
" اممم ..فعلا انت دفعت ..بس تعرف المشكلة مش عندي " الكمبيوتر هو السبب " ثم هب واقفا وكانما قرر ان ينهي مأساتي ليعود بخفي حنين " الكمبيوتر عطلان يااستاذ .." همهمة وهمس تناثر منهما الى مسامعي سباب للشركة المسئولة عن صيانة الحاسوب
بالطبع تطير فرحا لان احدهم يضجر من تعطل مصالح العباد ..لتعرف في النهاية سبب الضجر
" الله يخربيت الكمبيوتر واللي دخل الكمبيوتر عندنا ..انا يااستاذ علشان اصلح الكمبيوتر لازم اروح المكان الفلاني .وبعدين اروح المكان الفلان ........ الخ "
ويبقى التساؤل ما الحل لمشكلتي ؟؟ لتكون الاجابة " تقريبا هتعمل كذا "
... تقريبا ... وكأني سألت احد المارة وليس الموظف المختص ..
تدفعك دولة الموظفين في النهاية الى الجنون الذي يدفعك لان تسال امام المسجد عن كل ما تود ان تعرفه عن الزكاة اوالتموين اوالتعليم .... الخ ..فـ فتوى قريبة خير من فتوى بعيدة

احلام سجينة

يذوب قلبك من حبيب قد شكا 
                                    لكن ضعفك للحنين تملكَ.
نذرتَ عمركَ للظنون وللأسى
                            هل بعد وجدك يأتي من يبقى لكَ ؟!
أيامنا تلك القريبة للنوى 
                                    احلامنا تلك السجينة للبُكَا
نسجت بفرط حنينها وهيامها 
                                    للحب فيك ممالكًا ومسالكَا 
لاتهجرن فان هجرك قاتلي 
                             ويذوب قلبي في هواك وان شكَا   

انسحاب

وانسحبَتْ عندما انتبهَتْ إلى خطواتها التي تغرق في جحيم الرفض المفروض ..بلا فروض للألم أو ندبات للفراق أعادت عقرب الساعات قليلًا للخلف وعادت دون انتباه لما تحطم خلفها ..
بإمكانك أن تفهم وأنت تشاهد حضورها وذهابها كيف يدار العشق بالأمر .. بإمكانك أيضا أن تعي كيف ليأس الحياة أن يصنع عاشقة وكيف ليأس الحياة أن يذبح حب
لو كان بمقدورها أن تصبر أكثر لاستطاعت أن تنتصر على ذكريات هذا العاجز عن هواها ونظرته الثاقبة وكان بإمكانها أن تمحو تمدده على أرائك الانتظار والضجر والألم أرائك الصراع مع العابرات التي خلفت كهلا يتقن بيع الحب ..
لم تكن مثلهن بارعة في صناعة الكذب وحياكة المشاعر ..جرفتها بدائية العشق وطبول الخوف من المجهول نحو المجهول ..طرقت أبواب القلب كطفلة كاذبة تقاتل الآخرين لإثبات ملكية لعبة لم تكن لها ..كما يندفع الاطفال في الكذب المترنح اندفعت وسقطت ونهضت وسقطت ونهضت حتى ملت اللعبة وانكسرت رغبتها في العبور ..
كان فظًا لأنه أدرك أنه لايمكن أن يباع قلب بوردة أو قبلة أو حتى عناق ..أدرك أن القلب لايباع إلا بقلب والحب لايقايض إلا بحب ..كان عدائيا لأنه كره أن يكون فرصة أخيرة وملاذا ليأس ..
كثيرة هي الذكريات التي تذبحنا لكن قلما نخرج بالعظة من هذا الوحل ..
هذا هو الليل سرداب الحنين إلى الألم ..ففي أنين الليل ليس بإمكاننا إلا الغرق فيما كان من ثوانٍ قاتلات وعيون باعثات للحياة الكاذبة ليس بإمكاننا إلا تشييد الكثير من القصور فوق خيط العنكبوت ..في أنين الليل يفوز حقًا من يموت على الوسائد ويذوب في خبايا النوم والسكوت المشتهى ...
كن لها ,, لاتكن
كم ستمضي في شجن ؟!!
كن لها ..لاتكن
فارق الجفن الوسن
الآن فاقض ..لاتلن
كن لها ..لاتكن
أخذت جميع نصالها
أعادت سنين غيابها
وحطمت كل آلات الزمن
ليت الذين تجبروا
أعاضوا المحبة بالثمن
ليت السنين تذيقهم
من كأسهم
من خير كاسات الوهن
....................................
" نقطة ومن أول السطر "

فرض مقدس

ظلمك عادة ؟؟!!..لاء ده عبادة
فرض مقدس
مية نيلك ممكن تخلص..
دمع الناس جواك يجف ..
لكن ظلمك عمره ماينقص..

أنا مش باهتف علشان عايز منك حاجة
ولا هاشكيلك ضعفي وخوفي وقت الحاجة
انا مش عايز منك غيرك ..
لاابقى وزيرك ولا حتى سفيرك
اصل ولاد الكلب باعوك
علشان سبت في ايدهم خيرك
كتر خيرك ..
دايما ناسية اللي بيحميكي
دايما حاضنة ولاد الكلب ..
اللي حبك مالي جيوبهم
كارهة اللي يشيلك في القلب

بس وماله ..انا قابل ..
أيوه أنا قابل
بس بلاش التقل وصدك
هو علشان بحبك يعني
ابقى مشيت في طريق ضدك !!

طب وغلاوتك عندي هاعيش
رغم الظلم الساكن فيك
جوه ضلوعي
رغم دموعي
رغم التعذيب والتهميش

كنت باعد الغربة ثواني
راحت ثانية وكمان ثانية وكمان ثانية
بعد سنين وايام وثواني راجع تاني
اديني رجعت ...بعد ماضعت
وشفت الموت بينادي عنيا
وحدي رجعت ..
وسبت شبابك في التوابيت
سبت شبابهم ..
سبت خيالهم والاحلام
ده كان عايز ابنه ينام
من غير دمعة ..ولا محروم
وده كان عايز منك بيت
شجرة ..وفرحة ...وطرحة ..ولمة
ضمة أب
قلبه بيشكي بعد ضناه
دايما يصرخ وسط العتمة
يدعي الله ...
ان حبيبه يرجع تاني

وده كان عايز ..وده كان عايز ..
بس خلاص الكل سكوت

أما انا وسط النار والخوف والموت
وحدي اتمنيت ..ارجع حي ..
المح ضي ..وضحكة امي
قبل ماعمري كله يفوت
21/2/2015

وبقيتُ وحدي

وبقيتُ وحدي , بعد الذي كان
هلا رحمتَ بذاك الوصل ولهانا
قد جف نبع الحب , واغتسلت
بالحزن روح جابت للحزن أوطانا
ياسائلي ..
عن هوى تلك التي غربت
هيجت في الأحشاء شوقا و نيرانا
يا ابن الكرام لاتذكر مواجعنا
علّ الذي لاننساه ينسانا

وجوه تئن من الخجل ..

بعض الوجوه صارت تئن من الخجلْ ..

تبدي معالم كبرها .

.تخفي ملامح من قتلْ

..ياقاتلي

لو ان بطشك في يدي..

لضربت بالصفح المثل ْ.

قل لليمين الغاشمة

قل لليمين الغاشمة 

ان اليمين بخالقي ..

نحمي نفوسا حالمة 

لاتستكين لفاسق

فاجعل لجندك في دمي 

طرقا تسد طرائقي 

واخف بجهلك عالمي 

واثقل بزيفك عاتقي

جاهر بقتلي واحتم

بصوت الرفاق لترتقي 

لاشىء أملك ضدكم ,

عيناكَ كل وثائقي

إن كنت أختار من الأقدار أو أذر..

إن كنتُ أختارُ من الأقٌدار أو أذرُ 
فأنتِ اجمل مايأتي به القدر..

فيضُ الشتاء يفتض قاحلةً 
ماكان للدهر في جنباتها أثرُ...

لحنُ المساء ,لحني, وأغنيةٌ 
إن فضها وترٌ حن لها الوترُ...

تسري إليك ياريم قوافلنا 
فلا بعدُ طافت أو أذرى حلمها السفر...

مريم

كنّا في عداد الموتى يامريم .موت الرغبة في الفناء وأوثانه

فلاتصرخ الروح أن الجرم زلزلها ..أو تزخر النفس بالآثام 

والفتن ..

وكان سوادُ شعرك المسافر فوق الريح , عناقُ الأصابع حين

 أمسك بيديك , ابتسامةُ ثغرك ,موجاً بلا أنياب وزهراً يسري 

عبقه دون شوكه في الروح ..

مريم طفولة الطفولة , وتاريخ الجمال ..

كان اللقاء ولن يزول ..

خاف اللسان

خاف اللسان و أبدى القلب خافية
فانساب وجهك يحتل تبياني .
لا نكتب الحب ان الحب يكتبنا
تاريخ حبك محفور بوجداني
. فتمنعي ماشئت وامتنعي
حتما
.. في آخر السطر منفاك سيلقاني .

إلى مصر أمضي

إلى مصر أمضي إلى الكبرياء

نبض الجمال ووجه الضياء..

بدر المساء وطيب القلوب

أرض التقاة ,حديث السماء..

إلى مصر أرضي أزف الحياة

وأروي الثرى بصوت الدماء ..

ففي كل مصرٍ يفوز العدا

إلّاها مصر أرض الإباء ..

أفرغوا فينا الرصاص

أفرغوا فينا الرصاص 

لم تمت فينا العزيمة ..

سوف يُحيينا القصاص

فاستمروا في الجريمة..

أنا وحدي أحاصركم

أيا أحرار أمتنا

أما للفجر من مهرب

فإن الفجر محتجز

في سجن الحاكم الثعلب

وكم للضيم من أسرى

وكم للذل من عُبَّاد

فإن تنفسوا.. جهلاً ..

وكم تملقوا الأوتاد

أنا وحدي أحاصركم ..

فلم تحتلوا إيماني

لكم في الغدر آذان

ماصمّ بعد آذاني

هذي الحروف

هذي الحروف ياحظها انتثرت

 عند اللقاء فطابت بإحسان..

لما تلاقت وقلب فاتنتي

ياليتني حرف من جفنها داني..

من " ليلى "

براءة الموت ..

"قررت أن أكتب لكم لا لشىء الا لأرفع عن الموت مرارة 

اتهاماتكم ..لا احب ان تملأوا به الفراغ الذي سأتركه في 

جحيم هذه الأرض وتصبوا عليه لعنات آمالكم فيه ..لا أظنه

 يحتمل همساتكم وغمزكم ولمزكم ..فاحببت أن أعفيه من

 هذا المنصب ..و أسجل لكم اني رحلت لرغبتي في الحياة 

بلا هزيمة ..وددت لو سمعتم ضجيج الانتصار في هذه 

الزاوية المظلمة..فقد حققت وللمرة الأولى شيئا قد غير وجه

 حياتي " 

الغرفة مظلمة ..وعلى الأرض بالقرب من الباب ..كانت 

الرسالة تحمل هذه الكلمات..والحياة أخذت كل متاعها

 ورحلت تاركة هذا الوجه الأزرق أسيرا لحبل غليظ يتدلى من

 سقف الغرفة ..

قررت أنسى

قررت أنسى لفظ الحياةِ
وكل الوجوه وصوت الجناةِ
و سهم القدر ..

وقررت الفا اداري النحيبَ
ووجهي الغريبَ
عند احتضانك تحت المطر ..

وأقسمت أمضي بريئا كطفل
لا حزن يهذي ..ولا ليل يسعى
بدرب البصر..

ووعدت نفسي كثيرا كثيرا بصمتي
لكن وعدي أمام الملاك
سريعا تخلى
حتى احتضر ..