انسحاب

وانسحبَتْ عندما انتبهَتْ إلى خطواتها التي تغرق في جحيم الرفض المفروض ..بلا فروض للألم أو ندبات للفراق أعادت عقرب الساعات قليلًا للخلف وعادت دون انتباه لما تحطم خلفها ..
بإمكانك أن تفهم وأنت تشاهد حضورها وذهابها كيف يدار العشق بالأمر .. بإمكانك أيضا أن تعي كيف ليأس الحياة أن يصنع عاشقة وكيف ليأس الحياة أن يذبح حب
لو كان بمقدورها أن تصبر أكثر لاستطاعت أن تنتصر على ذكريات هذا العاجز عن هواها ونظرته الثاقبة وكان بإمكانها أن تمحو تمدده على أرائك الانتظار والضجر والألم أرائك الصراع مع العابرات التي خلفت كهلا يتقن بيع الحب ..
لم تكن مثلهن بارعة في صناعة الكذب وحياكة المشاعر ..جرفتها بدائية العشق وطبول الخوف من المجهول نحو المجهول ..طرقت أبواب القلب كطفلة كاذبة تقاتل الآخرين لإثبات ملكية لعبة لم تكن لها ..كما يندفع الاطفال في الكذب المترنح اندفعت وسقطت ونهضت وسقطت ونهضت حتى ملت اللعبة وانكسرت رغبتها في العبور ..
كان فظًا لأنه أدرك أنه لايمكن أن يباع قلب بوردة أو قبلة أو حتى عناق ..أدرك أن القلب لايباع إلا بقلب والحب لايقايض إلا بحب ..كان عدائيا لأنه كره أن يكون فرصة أخيرة وملاذا ليأس ..
كثيرة هي الذكريات التي تذبحنا لكن قلما نخرج بالعظة من هذا الوحل ..
هذا هو الليل سرداب الحنين إلى الألم ..ففي أنين الليل ليس بإمكاننا إلا الغرق فيما كان من ثوانٍ قاتلات وعيون باعثات للحياة الكاذبة ليس بإمكاننا إلا تشييد الكثير من القصور فوق خيط العنكبوت ..في أنين الليل يفوز حقًا من يموت على الوسائد ويذوب في خبايا النوم والسكوت المشتهى ...
كن لها ,, لاتكن
كم ستمضي في شجن ؟!!
كن لها ..لاتكن
فارق الجفن الوسن
الآن فاقض ..لاتلن
كن لها ..لاتكن
أخذت جميع نصالها
أعادت سنين غيابها
وحطمت كل آلات الزمن
ليت الذين تجبروا
أعاضوا المحبة بالثمن
ليت السنين تذيقهم
من كأسهم
من خير كاسات الوهن
....................................
" نقطة ومن أول السطر "