" سلالم ملتفة كما سلالم المآذن تعتصر بعضها البعض , ورواق يملؤه دخان الساعي الساخر من أداء الحكومة .. مباشرة أمامك يختبىء ثلاثة موظفين في حجرة تضجر بما فيها ومن فيها ..
خطوة واحدة داخل الغرفة قد دفعت احدهم إلى الكلام وكأنك قد طرقت أبواب حنجرته ..
... " نعم يا أستاذ عايز ايه ؟؟" هكذا بدأ
تظن وهو يقلب الأفكار داخل هذه الراس ان كل همومك في الحياة قد وجدت طريقها للزوال لتسمع في النهاية الجملة الشهيرة " عدي علينا بكرة ياسيد " " الجهاز عطلان " وربما " السيستم واقع " " روح للاستاذ فلان او المبني الفلاني " ..تذهب لتسمع ضد كل ماجمعت من معلومات ..والتذييل الشهير " مايعرفش حاجة "
لم يقل صاحبنا واحدة فقط بل جاء بالخير كله حين ألقى باصابعه المتكاسلة على حافة الدفتر العتيق يصارع صفحاته الصفراء ..ولكنه قبل ان يبدأ أمسك بوريقات أمامه على المكتب متسائلا : انت جبت الوصل ده !! ثم اسند راسه الى يده ناظرا اليّ نظرة المعاتب
وقد زاد همه حين علم اني مسبقا قد قمت بكل " طلبات الاسياد " كما يقول العامة
..في النهاية وجد نفسه محاصرا ففتح الدفتر
" اممم ..فعلا انت دفعت ..بس تعرف المشكلة مش عندي " الكمبيوتر هو السبب " ثم هب واقفا وكانما قرر ان ينهي مأساتي ليعود بخفي حنين " الكمبيوتر عطلان يااستاذ .." همهمة وهمس تناثر منهما الى مسامعي سباب للشركة المسئولة عن صيانة الحاسوب
بالطبع تطير فرحا لان احدهم يضجر من تعطل مصالح العباد ..لتعرف في النهاية سبب الضجر
" الله يخربيت الكمبيوتر واللي دخل الكمبيوتر عندنا ..انا يااستاذ علشان اصلح الكمبيوتر لازم اروح المكان الفلاني .وبعدين اروح المكان الفلان ........ الخ "
ويبقى التساؤل ما الحل لمشكلتي ؟؟ لتكون الاجابة " تقريبا هتعمل كذا "
... تقريبا ... وكأني سألت احد المارة وليس الموظف المختص ..
تدفعك دولة الموظفين في النهاية الى الجنون الذي يدفعك لان تسال امام المسجد عن كل ما تود ان تعرفه عن الزكاة اوالتموين اوالتعليم .... الخ ..فـ فتوى قريبة خير من فتوى بعيدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق