welcome

بحث هذه المدونة الإلكترونية

القيامة ..




شهران تقريبا هما ماتبقى من رصيد العالم في الحياة,الجميع يتحدث عن النهاية ,حتى هؤلاء من لايملكون من العالم سوى التعب وانحناء ظهورهم تبجيلا للتراب الذي ينبت احلامهم ويعقدون عليه كل آمالهم ,هذا الأسمر قد أخذ وعدا بالزواج من والده بعد حصاد المحصول وبيعه ,وهذه العجوز تنتظر الحصاد هي الأخرى لتودع الحياة بتوبة في مكة..
تراهم وهم يضحكون تظن انهم ملوك الأرض ,لاشىء يقطع الدرب الى السعادة عندهم إلا  ستار الليل ورغبة الفراش في احتضانهم حتى يعودوا إلى كدهم في الصباح الباكر ..وتختبىء أحزانهم خلف هذه القهقهة تنتظر صافرة الانذار لتخرج كالاعصار,ولابد ان يكون الحزن واضحا جليا حتى أكثرمن الفرح ,فإن امراة لم تبك بحرقة ولم تضرب خديها أو تشق ثوبا على زوجها ربما أخذت حظها على الألسنة كحظ بائعات الهوى أحيانا..
هذه الوجوه الغليظة تؤدي كل شىء على أكمل وجه ..


إنه عام 1999 ..وأنا أمام هذا القبر انتظر كما معظم رجال القرية وبعض القرى المجاورة هذه النهاية بين المقابر,لم أكن أهتم كثيرا بما قيل عن نهاية العالم ,تلك الشائعات التي ودعت الألفية الثانية ووجدت متسعا في عقول الباحثين عن حدث يرددونه,ولم يكن النسوة اللاتي اتشحن بالسواد وصرخن كثيرا كثيرا ,يفكرون في هذه النهاية , لم تكن امي حينها تبكي وتصرخ خوفا من سقوط السماء على الارض أو أن القيامة قد دقت طبول الحرب على الحياة ..كانت تبكي _مثلنا _قيامتنا نحن, كانت تبكي هذا القادم ,الغائب الحاضر دائما في نفوسنا ,وتبكي هؤلاء الصغار في مهب الريح يتعلقون بثوبها ,وحدنا كنا نحتضر وسط هذا الجمع الذي تأفف في داخله وضجر من تأخر الموكب..


لم يكن عرضا مسرحيا ياسادة كتبه اكثر الكتاب حزنا وبؤسا على وجه هذه الأرض ,ياليته كان وكنا انصرفنا كغيرنا ممن يمثلون دور الحزن إلى مخادعنا آمنين ..


كانت الشمس تلملم أذيالها وتخط في جسد الرحيل دربا ,كم تمنيت ألا تغيب في هذا اليوم فقد كنت أشعر أنها لن تأتي أبدا بعد ذلك ..وأخي يجلس بالقرب خيم على وجهه هذا الحزن كما الجميع  ,لربما فكر مثلي وتساءل ماذا بعد موت ربي وربه!!! ..


للحديث بقية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق