welcome

بحث هذه المدونة الإلكترونية

28 أكتوبر 2012

_//__(( حــديث الــظل )) __//_


 ______ 1________
في السابع والعشرين من الشهر العاشر في السنة الثامنة بعد الألفين ..

كان الشتاء لايزال غضا..
في السادسة تقريبا
قصفت عيون الليل بقايا أشعة النهار الملتفة على احدى الاستراحات المختبئة في شارع قليل   المارة ..
حاصر دخان المدينة الضجر  .. وعيوني كانت تلفظ آخر انفاسها فوق مقعد عذبه المارة حتى كاد يحتضر..
نظرة وغفوة كانا يتقاسمان الدقائق المحاصرة فوق هذا المقعد .. والام الجسد قد بلغت ما بلغت فصارت قيدا محكما يجبرني على البقاء أطول في رفقة الوحدة ..حقيبتي الممتلئة بأوراق تثبت حقوق الشركة عند بعض العملاء وبعض النقود هما ما كانا يشغلاني في هذه اللحظة ..نصف ساعة تقريبا قضيتها في هذا المكان ..

نفضتُ عن نفسي غبار السكون .. وانصرفتُ الى وجهتي حيث الميعاد في صيدلية في شارع قريب ..خطوات ميتة على طريق قد سئم الحياة والاحياء ..ابواق السيارات لا تتوقف عن النباح بسبب او دون سبب ..
وأمطار الصخب لا تتوقف عن امداد الأرض بما يشبع جوعها المستعر منه ..

السلام عليكم "
كيف حالك يا دكتور؟ ..
كلمة من هنا وكلمة من هناك .. كلمات نسجت حديثنا المعتاد والمكرر ..أخذت بغيتي وانصرفت بعد التأكد من العدد ..ودعتُه وهو غير آبه بالقدوم او الوداع ..لم يلفت نظري في المكان الا هذا الوجه الذي يبدو عليه علامات الغضب والشر كان يحدق فيّ وانا اخرج من الصيدلية ...لكن ثمة سيارة مسرعة كادت ان تتسبب في كارثة في الشارع هي ما منعتني من استمرار التفكير في امر الرجل..
وجهتُ نفسي الى موقف السيارات .. المحطة الأخيرة التي أرتادها اليوم .على بعد أمتار من الموقف انتظرت ..اشير الى السيارات وكأنها الامنيات لا تعبأ بالإشارة ..دقائق مرت ولا جدوى من هذا ..من بعيد لاحظت نفس الوجه ..لكني صرفت عن نفسي شعور أني مراقب ..ربما الصدفة وحدها القته في طريقي وألقتني في طريقه ..لكن شعور بالقلق يتسلل الى عقلي لا استطيع ان امنعه..
أخيرا توقفت سيارة لم يحملني الى ركوبها الا الاحساس بانها فرصتي الأخيرة رغم ان الوقت لايزال مبكرا ..لا اعرف اين ذهبت السيارات ..القيت نفسي على مقعد بجوار زجاج السيارة ..وانطلقنا.. ..
على بعد كيلو متر تقريبا عرفت السبب ..حملة أمنية من رجال المرور ..دفعت السائقين للاختفاء ..ثمة هاجس دائم عند المصري انه مذنب حتى وان لم يكن أذنب ..احساس دائم بانه سيتم تغريمك اذنبت او لا ..لذا يفضلون الهروب من الغرامة الأكيدة...
ثرثرة صفراء تحيطك دائما في المواصلات ..اخبار من هنا وهناك ..في السياسة عن الجيران ..في الطب وعن المواقف الطريفة في حياة البعض ..صداع يحمل صفة الكلام .. يحيطك من كل جانب.
على ضوء الكشاف داخل السيارة المزدحمة بكل شيء يمكنك ان تتقدم ولو سطور في كتاب تتابعه ..داخل الحقيبة ارسلتُ يدي لتبحث عن كتاب ل" باولو كويلهو " ذلك الشقي كم أخذ مساحة من حديثي معها ..لطالما أحبتْهُ ..أتذكر هذا الحديث الطويل عنه ..لم أكن أعرفه من قبل ..كانت دائما تحاصرني هذه الصغيرة بعقلها ...ذات مساء التقيت بها في نادي قريب من بيتي ..لكني لم أكن أعرف انه بوسع مساء واحد ان يمنحك عمرا كاملا ..كنت فظا معها في هذا اليوم ..فقد اسقطت كل ما في يدها من الشاي حين تعثرت  على قميصي ..كم غضبت من هذا .فكنت بانتظار صديق لي وقد تأخر حتى ملكني الضجر وقد زادت هي الامر ضيقا ..كسا وجهها الخجل ..والحيرة قد رسمت كل ملامحه ..اعتذرَتْ كثيرا.. وانصرفتْ.. لكني لم أنس هذا الوجه..
بعد أسبوع تقريبا شاءت الأقدار ان نلتقي مجددا ..كانت برفقة صديقة لها ..ما ان رأتني حتى ابتسمتْ ابتسامة خفيفة ..ثم التفتتْ نحو صديقتها ..
     على مقعد قريب منهم جلستُ اقلب في اوراقي  ..بعد قليل  ............... اقرأ المزيد ..